مدونة خالد

الجزء الشفاف.. من مفكرتي

هكذا نعيش.. رسالة إلى كل مسؤول

بعد ليلة كلها أحلام وردية صحبة أجمل بلد في العالم، أبدأ رحلتي اليومية:

أخرج من البيت، وأحاول عبور الطريق لأدخل المقهى المقابل طمعا في إفطار سريع.. تقف كل السيارات احتراما لهذا المواطن، إلا واحدة لم يكلف سائقها نفسه عناء الضغط على الفرامل. أحاول اكتشاف الفرق.. ليست سيارته أفخر سيارة، ولا هو بشاب أرعن يعشق السرعة والموسيقى الصاخبة. كل ما في الأمر أن سيارته تحمل حرف "ج" أحمر. أنفض ما تبقى في ذاكرتي من صور جميلة رأيتها في الحلم

في انتظار حليب الصباح (لأنني أقلعت عن القهوة) أتصفح الجريدة: هذا مقال قرأته بالأمس لكن بعنوان آخر واسم كاتب مختلف.. ثم ما هذا؟ مقال باسمي؟؟ يا سلام! واليوم تطلب مني أن أشتري هذه الجريدة وبنصف درهم زيادة؟؟ عذرا.. لم أعد أثق بك.

أصل إلى المكتب لأجد إشعارا بقطع الماء والكهرباء. الاسم ليس اسمي لكن العنوان هو. الحمد لله، خطأ تقني، لكن المر ألا أحد يكلف نفسه عناء إخبارك بذلك. تتصل وتسأل ليقول لك أحدهم بكل بساطة: "واقيلا غلطوا"

أستغل الفرصة لتأدية الفواتير الجديدة. 20 هو الفرق بين رقمي والرقم الظاهر على اللوحة الإلكترونية. بدأ بالمزاج يتعكر، لا لأنني أكره الانتظار، لكن بسبب ذلك الرجل القصير ذي المعطف الأسود الطويل الذي ما إن وطأت قدماه الوكالة حتى هب الجميع لقضاء حاجته (أقصد تلبية رغباته وليس الذهاب لدورة المياه ^_^) وكأنه "سوبر مواطن" يحق ل مالا يحق لنا.

في طريق العودة، أدخل مقاطعة لاستخراج عقد ازدياد (شهادة ميلاد). تبدأ الموظفة بالهمهمة.. لم أدرس لغة الدواب لكن أعتقد أنها كانت تتذمر. تتلكأ السيدة في عملها حتى أمل وأنصرف وأعود لاحقا، لكنها لم تكن تعلم أنني أستعمل غراء أجود من ذاك الذي كان يستعمله مبارك للبقاء ملتصقا بالكرسي.. تفتح كناش الحالة المدنية.. تتسع عيناها وتسألك
- هل أنت ابن فلان؟
- أجل.
- إيوا قولها من الصباح (تضحك ملاطفة إياي).. السي الحاج ديالنا.
- ماذا لو لم أكن ابنه؟ ليس من حقي قضاء مصالحي؟
صعقت من جوابي، فملأت الشهادة على عجل دون أن تنبس شفتاها بحرف واحد.

أعود إلى البيت.. أعد وجبة سريعة، وأستلقي أمام التلفاز.. خبر: إطلاق خدمة تتيح مشاهدة التلفزة المغربية عبر الهاتف.. أهرول لأخبر الأصدقاء أن فيروسا جديدا يتنقل بين الموبايلات. "بالله عليكم.. طفرتوه حتى ف التلفزة بقالكوم غير التيليفون"

أعتقد أن ساعات إضافية على قيد الحياة قد تسبب لي جلطة في المخ.. لذا سأعانق الموت الأصغر، وأعود إلى سريري لأضم أحلامي الجميلة مرة أخرى، علي أستيقظ غدا وأعيشها.

هذه رسالة إلى كل المسؤولين -كل حسب تخصصه- أحداثها واقعية عشتها، لكن في أوقات وأيام مختلفة.

عدد التعليقات: 1

iHibo يقول...

هذا هو حال المغرب اخي خالد
اعجبني ردك على المتنمقة تلك والتي تبتشم ابتسامة صفراء
المهم

الله يهدي مخلق وصافي

إرسال تعليق