مدونة خالد

الجزء الشفاف.. من مفكرتي

هكذا أشحذ منشاري




إن القارئ لكتب التنمية الذاتية، خصوصا كتب الراحل ستيفن كوفي، سيفهم مباشرة عبارة "اشحذ المنشار" والتي تعني ضرورة القيام بأنشطة نعيد بها شحن بطارية طاقتنا، فلا يتمكن منا الروتين والملل، ولا ينهك التعب أجسادنا وأرواحنا.. وها أنذا أقدم لكم أروع طرقي في شحن الطاقة: السفر.




قضيت شهورا دون أخذ قسط من الراحة، باستثناء بعض 'الخطيفات'، وصار الأمر ملحا أكثر من ذي قبل، خصوصا بعد حدوث اضطرابات خفيفة في العمل والأسرة... لذا فقد حان وقت الابتعاد عن الحاسوب بفيسبوكه وإيميلاته، وإقفال الهاتف الجوال، لأتجول أنا قليلا بدلا عنه. والوجهة هذه المرة: الرشيدية والنواحي.

قررت المشاركة في رحلة لتلك المنطقة.. لكنها ألغيت في آخر لحظة.. لكن، في جلسة جمعة بين التحسر على ما لم يقدر وبين رغبة في وجود حل وتحد لا توقفه أية قوة.. قررنا خمستنا القيام بتلك الرحلة. قررنا ذلك عند الساعة العاشرة ليلا.. لننطلق في منتصف الليل (دخلت عليكم بالله لو كنا مزوجين كنا نقدرو نعملو بحال هاد البلانات؟؟ تحيى العزوبية ههههههههه)

انطلقنا والظلام يحف المكان.. حتى الضباب انتشر بشكل انعمدت معه الرؤية بشكل شبه كامل.. سرعتنا تتراوح بين 30 و40 كلم في الساعة، وكأن الليل يقول لنا ارجعوا إلى دياركم، ونحن نقول له " يا ليل طل أو لا تطل...".. لنصل إلى آزرو حيث أخبرتنا الشرطة أن الطريق إلى ميدلت مقطوعة بسبب الثلوج، وعلينا الانتظار قليلا.. قليلا هاته عادلت 3 ساعات. لتبدأ الرحلة من جديد:
البداية كانت مع زاوية سيدي حمزة، بقدم جبل العياشي، مشي واستنشاق لهواء نقي اشتاقت رئات ساكني المدن إلى مثله، تحللت خلال ذلك من كل ثقل حاول التسلل إلى نفسي ليتعبها. بالله عليكم كيف يتعب من مر من هنا:
ولأن السعادة تصل أعلى مراتبها بمشاركتها مع الآخرين، فقد كان للعصابة التي شاركتني الرحلة دور كبير في متعتي:
بدر، جواد، سلمان وعلي، رفقاء طيبون، جمعوا بين طيبة القلب وصدق التعبير وهبل المجانين ^_^
جمعنا التعاون
جمعنا التناصح والتذكير بأوقات الصلاة
جمعنا الهبال والحماق والتسطية

وجاء وقت إشباع الحاجة للإنجاز، وفي هذه الفقرة جواب لكل من تساءل: لماذا لم يجرب خالد السجائر والشيشة والخمر... الخ:
في مثل هذه المغارة الصغيرة، التي تفرض على داخلها الانحناء أحيانا والانبطاء أحيانا أخرى، والزحف على البطن في مواطن عدة، أشبع حاجتي للإنجاز.. أشعر عندما أصل إلى نهايتها أنني فعلا حققت ما لم تقم به إلا القلة القليلة، لذا فلست بحاجة لوضع نار بين شفتي لأشعر أنني "شي حاجة" وأنني أقوم "بشي حاجة فيها الربح"


إلى جانب النشوة المنبعثة مع عرق الجهد الذي يخرج خلال اجتياز مثل هذه الأماكن، أسئلة كثيرة تبدأ بالهطول: كم هو ضعيف هذا الإنسان؟ ما مدى قوة الخالق؟ لماذا ذلل كل هذا الكون لهذا المخلوق الصغير؟ لماذا العناء؟ لماذا التقاتل؟ هل نحيا حقا أم فقط نعيش؟؟؟؟
جلسة هادئة في ظلام المغارة للاسترجاء والتأمل والإجابة عن بعض الأسئلة، ثم العودة إلى السيارة لمواصلة الرحلة
رقصة الخروج والتتويج ^_*
عدنا مشيا على الأقدام
لكن، كاينين الخونة ههههه

وقبل مغادرة المنطقة، قدر لنا زيارة خزانة العلامة أبي سالم العياشي رحمة الله عليه، لتصير رحلتنا بطعم أجمل: سياحة، ترفيه، تحد وتثقيف. غير أني سرحت برهة عندما كان القيم على الخزانة يتحدث، سائلا نفسي: هل هذا المكان الساحر هو من صقل شخصية هذا العلامة أم أنه هو من اختار هذا المكان عشا لعلمه؟؟
من الجبال والمغارات، إلى الخضرة التي توسطت القحط: واحة زيز الرائعة:
تعتبر واحة زيز أو بالأحرى واحة أوفوس جنة من جنان المغرب، لكن الذي يحز في النفس إهمال الدولة لهذه المنطقة التي يعيش سكانها ظروفا قاسية رغم إمكانية جعل الواحة قطبا من أكبر الأقطاب السياحية
وأنا أتجول في قصورها القديمة سألت نفسي: لقد ترك أصحاب هذه القصور أثرا عظيما لهذا العالم، هندسة سواق عجيبة ومعمار متميز ونخل يأكل منها القاصي والداني.. فما الذي سأتركه للناس بعد أن يضعوا جثتي تحت التراب؟؟ أيقنت أنه لا يهم كل ما أملك الآن، بل الأهم ماذا سأترك خلفي؟ علما نافعا وصدقة جارية أم ترهات سرعان ما ستضمحل؟؟ هل سأكون فعلا "خالد" الذي لا يموت وإن ووري جسده الثرى؟؟

في منطقة عالية تسمح بمشاهدة منظر بانورامي للواحة، التقينا بيافعين، زكرياء وعبد الرحيم، يصنعان من الدوم أشكالا جميلة،
ويقدمونها هدية للزوار، إن شاؤوا أعطوهما مقابلا وإن لم يشاؤوا فليس ضروريا.. أعجبتني طريقة تسويقهما، بل واستمتعت بتجاذب أطراف الحديث معهما، وقد أكدا لي أن العقل المنفتح لا يكون بالضرورة خلف بذلة غالية الثمن أو لسان ينطق بغير لغته الأم. وعندما أخبرتهما أنني سأكتب عنهما في مدونتي طلبا مني عدم وضع صورتهما، وأن أكتفي فقط بأسمائهما الشخصية

يبدو أن جرعة المتعة كانت زائدة بعد مغادرتنا هذه الواحة الرائعة، لدرجة أننا انهمكنا بتجاذب أطراف ونسينا أننا نسير بسرعة تجاوزت المسموح به بـ 5 كلم لتستقبلنا سيارة الدرك بمخالفة تجاوز السرعة من الدرجة الثالثة.. يقولون إن السرعة تقتل، لكنها في الحقيقة تفرغ الجيوب هههههه (خلصنا البروصي ماشي كنهدر على الرشوة ههه)
الفقيه اللي تسنيناه يقرا عليهم "وجعلنا من بين أيديهم سدا" كان كياكل chupa chups وفرحان مصور مع البروصي

وفي اتجاه المحطة الرئيسىة الثالثة "مرزوكة" مررنا بعدة محطات صغرى أغبط سكان المنطقة على قربهم منها، الأمر الذي يعطيهم الوقت الكافي للتواجد في كل وحدة منها على حدة:
 معامل لاستخراج المستحاثات
 هروب من وحشية العصور الغابرة ^_*
 متاحف أثرية جميلة جدا (شنو سميت هد الشي أ الدراري؟؟ فففوسسيييييل هههه)

وفي وقفة خاطفة بالريصاني حيث أكلنا المدفونة اللذيذة، زرنا ضريح مولاي علي الشريف جد العلويين (الذي يزوره كل ملوك المغرب عند توليهم سدة الحكم)، ليس تبركا طبعا بل زيارة سياحية تثقيفية، فهو يستحق فعلا الزيارة بفضل معماره البديع ورمزيته التاريخية.. تجاذبنا أطراف الحديث مع أصحاب الحضرة هناك، حول التوسل إلى الله عبر الأضرحة والتبرك بهم... ليطرح السؤال العميق: ما مدى مسؤولية الدولة في ثقافة الأضرحة بالمغرب؟ هل المحرك هو أفكار مغلوطة عن الدين أم إن السياسة تؤمن بمبدإ: الغاية تبرر الوسيلة، ومبدإ: كلخ شعبك يتبعك؟؟
وإذا كان الجد الأول يحج عاما ويجاهد عاما ويعلم الناس عاما، فهل حافظ أحفاده على مبادئه، أم اكتفوا بالتبرك ووضع إكليل الورد على قبره؟؟ يبدو أنني إن واصلت التفكير سأفقد رحلتي حلاوتها وبدل أن أشحذ منشاري سأفرغ البطارية.. يالاه نكملو الطريق لمرزوكة أحسن:
هدوء، طريق صحراوية وموسيقى country مع kenny rogers وbob dylan فيلم ويسترن، لكن بالسيارة بدل الحصان


 في الحياة، كما في مرزوكة، رحلة الصعود إلى القمة ليست سهلة، لكنها ممتعة إن تم الاستعداد لها والأخذ بكل الأسباب المساعدة لتحقيق الهدف.. للأسف، بعض الناس يريدون الصعود إلى القمة دون أن يخطوا أية خطوة.. ممكن ذلك باستعمال مروحية.. لا تريد المشي؟؟ إذن اصنع مروحيتك بنفسك، وإلا ستبقى دائما في القاع.
 مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، المهم أن تكون هذه الخطوات ثابتة.. جرب أن ترفع رجلك الثانية قبل أن تستقر الأولى بثبات على الرمل وستدرك أهمية الثبات مقارنة مع السرعة
طاحو لي الكواري، لذا لا بأس من استراحة جد قصيرة، لأنني أدرك أن المرء إذا ذاق حلاوة الراحة كبلته وقيدت رجليه فصارت المواصلة أصعب من ذي قبل. لن أستسلم.. وسأشاهد الغروب من أعل تل رملي بإفريقيا.
سجدة الشكر اعترافا بنعم الله الكثيرة = رائعة هي القمة في كل شيء.. فالسفح فيه ازدحام كبير
بعد تحقيق الهدف، حق لنا أخذ قسط من الراحة، وسط أناس لهم من طيبة القلب وكرم الضيافة وحسن الخلق ما لو وزع على المغرب كله لوسعهم.. ابتسامتهم الناصعة تتسلل إلى القلب مباشرة في تجسيد حقيقي لمقولة نيكولاس فوجيسيك: "إمساك القلب لا يحتاج إلى يد"
رغم أنني لم أكن أحمل في يدي شيئا، إلا أن قلبي كان يخفق متزامنا مع إيقاعهم.. ليسوا كناوة الذين خلطوا البدع بالتراث، بل فن جميل راق يتناغم والفطرة


انتهت الرحلة التي وددت لو أنها لم تنته.. تعلمت من خلالها الكثير الكثير.. قررت قرارات عدة.. سأنفذها ثم سأعود مرة أخرى، وأدعوكم لزيارة تلك المنطقة الرائعة.. لن تندموا.. أضمن لكم ذلك ^_^
في الختام، هذا الزجل لرفقائي في الرحلة، أعتذر إن لم تفهموا معناه ^_*

اللي قضى حياتو غير فدارو
ووقتو كامل مشى ف الفراش
ينعس، ياكل كي البهيمة
حرام وعيب نقولو عاش

والرحلة ما تحلا إلا بالصحاب
هبال ضاحكين ومبشورين
فوقت الضحك يطيرو مع السحاب
وفوقت الجد معقولين

علي بو gــانة عجبو الصوgــان
يتموسق نعم سيدي على بوب ديلان
باينة فيه ناشط وفرحان
من بعد ليلة gــناوة والغيوان..
جلس حداه الفقيه بولحية
يدو تلعب كيف الحية
يمسح الغبرة من الراديو
وعلي شعلت فيه العافية

سلمان ف الواحة يتمنظر
بين النخل يتمختر
شاف سيوانة والغراب
ما تحرك فيه حتى شفر
غير هو شاف الهدهد
السيد داخ وتدهشر

جواد مسكين حمق معانا
كل تصويرة ياخذها بالـgــانة
وحيت هو كيعرف يصور
أي وحدة من عندنا كتجيع عيانة

أما بدر حكايتو حكاية
واللي رافقو عارف الحجاية
جالس دريوش ما يآدي حد
ويدا تظلم حماضت لقضية

عدد التعليقات: 15

رشيد أمديون يقول...

والله رحلة رائعة حقا وممتعة... أغبطك عزيزي خالد
وطبعا الرحلة لم تخل من شغبك ومرحك وفكاهتك المعهودة.
بصحتك أخويا

سناء يقول...

بالصحة والراحة

:)

سلوى يقول...

رحلة رائعة أغبطكم عليها.و اتمنى أن أزور هذا المكان

Unknown يقول...

ممتع :)

عبد الهادي اطويل يقول...

ما أجملها من رحلة فعلا، وقد حق فيها هذا القول:
"والرحلة ما تحلا إلا بالصحاب
هبال ضاحكين ومبشورين
فوقت الضحك يطيرو مع السحاب
وفوقت الجد معقولين"
مغربنا ساحر، وكم ألوم أولئك الذين يتركونه ويطلبون الفسحة خارجه..
أيضا أغبطكم :)

Unknown يقول...

مناطق مزجت بين الروعة و المتعة :)
بصحة خويا خالد ^^

فؤاد يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
غير معرف يقول...

رحلة قمة في الروعة كلها متعة واستفادة و تأمل واستحضار لعظمة الخالق سبحانه
بارك الله فيك أخي الفاضل

حنان يقول...

شكرا لأنك جعلتني أشارككم الرحلة افتراضيا أخي خالد

تبارك الله عليكم :)

khalid zaryouli يقول...

رشيد: لهلا يوريك، ما بقى فيها لا مدرب لا تا لعبة هههه

سناء: الله يعطيك الصحة وشي مسارية تم إذا باقا ما مشيتي

هادي: المغرب فيه العجب خص غي الحبة هههه

محمد: حتى النواحي ديالكم رائعة دابا نجي نبرزطك ;)

فؤاد: احسن من تيفلت ياك؟ ههههه

شكرا لكم جميعا

اسماء يقول...

راااااااااااااااائعة ... بالصحة والراحة ^^

غير معرف يقول...

بسعداتكم

فاطمة الزهراء الإبراهيمي يقول...

لم يعجبني العنوان... إنه رأيي الشخصي لا أكثر!
وأستسمح على صراحتي :)

Unknown يقول...

شركة رش مبيدات بالدمام

شركة مكافحة حشرات بالدمام

شركة مكافحة الصراصير ببقيق

شركة مكافحة الصراصير بعنك

شركة مكافحة الصراصير بالجبيل

شركة مكافحة الصراصير بالقطيف

شركة مكافحة حشرات بالظهران

شركة مكافحة الصراصير براس تنورة

شركة مكافحة الصراصير بسيهات

شركة مكافحة الصراصير بالخبر

شركة مكافحة الصراصير بالدمام

التميز المثالي للخدمات المنزلية يقول...

شركة تاج للتنظيف بالدمام 0551844053

شركة رش مبيدات بالدمام

شركة مكافحة حشرات بالدمام

شركة تنظيف شقق بالدمام

شركة تنظيف فلل بالدمام

شركة مكافحة حشرات بالخبر

شركة تنظيف منازل بالخبر

شركة تنظيف شقق بالخبر

شركة تسليك مجارى بالدمام

شركة تنظيف بالدمام

شركة مكافحة حشرات بالاحساء

شركة مكافحة النمل الابيض بالاحساء

شركة مكافحة حشرات بالجبيل

شركة مكافحة النمل الابيض بالجبيل

شركة تنظيف منازل بالجبيل

شركة تنظيف شقق بالجبيل

شركة مكافحة النمل الابيض بالدمام

إرسال تعليق