مدونة خالد

الجزء الشفاف.. من مفكرتي

أغرب طلب

اقتربت ببطء وسألت أحد ثلاثتهم بكل أدب: هل تسمح لي بأن أبصق في أذنك؟ جحظت عيناه، وبدأت علامات التقزز والاستهجان ترسم على محياه.. انتظر توضيحا وربما اعتذارا، لكنه لم ينل أيا منهما، وبقيت أنتظر الإجابة. التفت إلى صديقيه اللذين شاطراه الدهشة قبل أن يسترجع أحدهما الشريط بسرعة، ليكشف عن بسمة تحوي القليل من الخجل والكثير من الشغب.
أماء برأسه فضحك الثاني، لكن صديقنا لازال في حالة شروذ. لا بد من أن يذكراه إذن، خاصة وأنني لم أنصرف ولم أغير وقفتي أو حتى نظرتي، أدب تغزوه الصرامة (كلاهما ليسا من طباعي، لكن للضرورة أحكام ^_^)
يذكرانه بالقصة التي عندما رأيتها استشطت غضبا وكدت أستعمل العنف قبل أن أهتدي إلى هذا الطلب الغريب كحل أفضل:
مر اليافعون الثلاثة بالقرب من أحد أجهزة الهاتف العمومي الخاص بالبطاقات (telecarte) فرفع صديقنا السماعة وبصق في الجهة التي يسمع منها المتصل ثم أعادها إلى مكانها وانصرفوا. وبالتالي فإن المواطن الضحية الذي سيستعمل ذلك الجهاز سيجد أذنه ملأى باللعاب.
لا زال بطل القصة مندهشا، لكن هذه المرة من طول المسافة التي تبعد عن مكان الواقعة، فقد تعمدت أن أتبعهم مدة أتأكد أنهم غيروا الموضوع فيكون لعنصر المفاجأة الدور الأكبر (بلا شغول تابع البراهش ياك؟ ههه)، تسمرت عيناه نحو الأرض معترفا بالخطإ، فسألته: يا ترى ماذا سيكون رد فعل والدك لو أنه كان الضحية؟ أجاب خجلا: غادي يقول الله ينعلا ترابي.. فعاد ومسح السماعة بكمه، وغادرت الجماعة مصدومة..
أحسست صراحة بالفخر لتعاملي "اللبق" لكن شيطاني لم تعجبه الفكرة، كان الأولى أن أضربهم وأنتقم منهم شر انتقام خاصة وأنني من المستعملين بكثرة لذلك النوع من الأجهزة، وبسبب هذه التجربة صرت أتأكد من خلو السماعة من أشياء غريبة كلما هممت بالاتصال، حتى وإن غيرت المدينة..
المهم هو أنني أتمنى ألا يعيدوا الكرة.

عدد التعليقات: 0

إرسال تعليق