مدونة خالد

الجزء الشفاف.. من مفكرتي

شعار المملكة

قبل بداية كل يوم دراسي، يقوم التلاميذ بقراءة بعض الآيات وأذكار الصباح، يرددون "نشيدهم الوطني"، قبل أن يستفيدوا من فترة من التنشيط الصباحي، من أجل إعدادهم نفسيا للتلقي والتحصيل..
هل يحدث هذا في المغرب؟؟ أجل - ليس في كل المدارس طبعا - لكن هذا ليس مربط الفرس ^_^
ما يهمني الآن هو ما حدث قبل ساعة تقريبا..
كنت أساعد مدرسة للغة الفرنسية في "حراسة" تلاميذها الذين يدرسون في المستوى الخامس الابتدائي أثناء اجتيازهم أحد الاختبارات، لتسقط عيني على جواب ملأ عقلي بالتساؤلات..
كان المطلوب أن يذكر التلميذ شعار، عاصمة وعملة المملكة المغربية (التي هي بلدنا الأم). طفلنا ذاك يعلم أننا نتعامل بالدرهم وأن عاصمتنا هي الرباط، لكنه على ما يبدو لم يع بعد الشعار الذي يردده في ختام النشيد الوطني كل صباح فكان جوابه: Le diot, la rebité, le Roi.
علما أنه يعرف ترجمة كل كلمة على حدة (على الأقل كتب الكلمة الأخيرة بشكل صحيح، كان غادي يجبد عليه النحل ههههه)

لن أناقش وضعية تعليمنا والمستوى الضعيف حقا الذي يعيشه، لكني سأخص بكلامي ما يسمى بالتربية على المواطنة..
جواب هذا التلميذ يدل على أن المسؤولين الحاليين، بل السابقين عجزوا كل العجز عن إيصال مفهوم المواطنة إلى الناشئة (سنعيش نتائج أعمال الحاليين مستقبلا غي الله يدير تاويل الخير وصاف) وإن كنت شخصيا أختلف معهم حول مفهوم المواطنة الذي يريدون تحقيقه..
ليس كل من يحفظ النشيد الوطني عن ظهر قلب مواطنا، وليس كل من وضع الراية على رأسه أو لف بها مؤخرته في ملعب لكرة القدم مواطنا، وليس كل من يهتف "عاش الملك" مواطنا...
المواطنة ممارسة واعية، تحتاج خطة محكمة لتربية النشء عليها، وليس فقط أناشيد "وطنية" نلقنها له، أو عيونا تدمع عندما ترى الراية ترفرف في جنبات قاعة للألعاب الأولمبية (هذه الظاهرة هي في طريق الانقراض، فالإنجازات الرياضية تضمحل شيئا فشيئا).
لكن كيف لمدرس يقضي السنة جالسا على مكتبه، باستثناء يوم زيارة المفتش، أن يربي الأطفال على عدم الغش والنفاق؟؟ وكيف لشرطي، رأته كل عيون العالم على اليوتيوب وهو يستلم الرشوة، أن يقنع صغيرا أنه قادر على تحقيق الأمن والعدالة؟؟ وكيف لإمام مسجد أن يعلم مبادئ الدين الحنيف وهو منشغل بالتفكير (وربما بالتطبيق أيضا) في نهش لحوم طلابه الصغار؟؟ كيف لسياسي أن يربي الآخر على حرية الاختيار وهو يخاف ألا يختاره في النهاية، بل ويحاربه إن فعل؟؟

ما هكذا تورد الإبل.. ألم يئن الأوان لنلبي نداءات التغيير الحقيقي أم أن قدرنا أن نخرس هذه الأصوات التي فعلا وحقا وصدقا تعشق الوطن؟

عدد التعليقات: 2

غير معرف يقول...

قرأت المقال اكثر من مرة وفعلا لم اعرف ابدا اننا وصلنا الى هاته الدرجة من اليأس وايضا عدم الثقة في الدات وايضا مشكل الغيرة على الوطن لا اعرف من هو الذي على صواب هل الدين يفهون معنى المواطنة الحقة المبنية على الواصل مع القاعدة والعمل على تلبية كل التغييرات التي يخرج صوتها من وراء هروات الصمت الذي يتردد عبر المكان.
لا ادري ما اعرفه ما اومن به المغرب بلدنا ومفخرنا بكل من فيه وايضا بكل سكان بدأ من القيادة العليا نزولا الى ابسط مواطن من افقر الناس الى اغانهم... احب كل درة تراب فيه ولكن كما قلت في المقال ما هكذا ترد الابل...ما هكذا سنجاري التقدم وايضا ليست هاته الصورة التي سنوصلها الى العالم الخارجي..
اعتدر عن الاطالة ولكن اختلطت الاوراق معي لم اعد اعرف اي نوع من الشباب سينتج لنا المستقبل ما اعرف هو ان الاغلبية الساحقة مخدرة والبقة وهذا من خلال تجربة الطويلة مع التدخين ....
هدا المقال قد جعلني اسيتقظ فعلا صدمة كبيرة لك مني كل الاحترام.
ان الاوان لكي نغير الهيكلة كليا تأكد ان هاته المرة قولا وفعلا سلامي لك اخي خالد على ما تقدمه من اراء وايضا على توجيهاتك رغبة القوية في التغيير دليل على امل قادم ان شاء الله.

khalid zaryouli يقول...

أهلا أخي إدريس..
أتمنى بداية أن تكون قصتك مع التدخين انتهت، أو على الأقل أوشكت..
فهذا يعني أن عددا من الشباب الذين هم على قدر من الوعي عائدون إلى السرب، لنستفيد من خبرتهم وأفكارهم.
بالنسبة لحب الوطن، فقد صار العديد من الناس خجلين من وطنهم لأنهم لا يستطيعون التفريق بين أن تكره الوطن وأن تعارض الحكومة...
المهم ألا نكرر الخطأ الذي قام به السلف: لاموا الآخرين وأعفوا أنفسهم من المسؤولية. ولنكن نحن التغيير الذي نريد أن يراه العالم

إرسال تعليق