ريشة كمال شرف خلف القضبان
هذه التدوينة هي على خلفية اعتقال رسام الكاريكاتير كمال شرف.. وهي إهداء لكل من اعتقله قلمه (إن كان مظلوما)
ماذا تريدون أن تحبسوا؟؟ أجسادنا؟ أقلامنا؟ نظراتنا.. لا.. ربما هي أفكارنا التي تؤرقكم فصرتم من خوفكم تحصون أنفاسنا وتحللون ضرطاتنا خوفا من أن تكون بها رسائل مشفرة، بل وتعتقلوننا إذا قمنا ليلا للتبول بحجة حظر التجول..
تريدوننا أكباشا في حظيرتكم؟ حتى الكباش تصرخ وتقاوم عند تضييق الخناق.. كل الحيوانات تقاوم. لكن علينا أن نعترف أننا لا يمكن أن نكون يوما حيوانات، إذ ليس مسموحا لنا العمل مع آلة القمع.
أغبياء أنتم والله.. كيف تضعون في سجن للأبدان فكرا حرا وروحا تسافر في الزمن؟؟ حتى وإن كسرتم أقلام الدنيا، وأحرقتم ريشات العالم، فإننا بأصابعنا سنكتب، ومن دواة قلوبنا سننهل، وسنرسم بفكرنا الحر الخفاق صورة جميلة بكل ألوان الطيف تحجب النور عن صورة سوداء غلفتم بها قلوب الضعاف، وحبستم ولاء لها عقولا متنيرة تعلمت أن تقول "لا" إذا ما أخطأت كراسيكم الموقرة.
سنظل علقما تحتسون مدادنا في كؤوس معتقة بنكهة الحقد الدفين، ستلهب أسماؤنا حناجركم، وستشنج كلماتنا رئاتكم.. ستصيبكم أفكارنا بدوار ومغص في بطونكم.. راقبوها وهي تخرج من أدباركم.. لا تغلقوا أنوفكم، فليست كلماتنا مصدر قرفكم، لكنها أخرجت معها ما حوت عقولكم وقلوبكم وبطونكم..
لقد جعلنا أوراقنا أرضا نعيش فيها، فكرنا سماء تغطينا.. ونقول ما قال الفلسطيني: اقتلوني، مزقوني، أغرقوني في دمائي.. لن تعيشوا فوق أرضي، لن تطيروا في سمائي.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
عدد التعليقات: 10
الأفكار كالعصافير ، لا أحد يستطيع منع وصولها للناس
يحبسون اجسادنا فقط .. وافكارنا لا يستطعون لمسها
اليوم و غدا يا خالد
و ستستمر آلة القمع في حصد رؤوس الأبرياء
منذ خلق الله الكون إلى أن يرثه سيبقى رواد الحق و الكلمة الحرة يعانون من ظلم الجبابرة ..
و لكن السؤال المطروح هو : هل مات بن بركة؟؟
هل مات فرج فودة؟؟
هل مات غسان كنفاني؟؟
هل مات محمد محمود طه؟؟
هل فعلا غاب كل من غيبتهم أيادي الجور؟؟
الفكر لا يعتقل و إن اعتقل رواده
ليتهم يفهمون
الأفكار كالشمس، لا يمكن أن تغطى بالغربال..
مقالك هذا، ذكرني بقصة قصيرة جدا كتبتها السنة الماضية تحمل نفس المعنى
http://sohba-liberter.blogspot.com/2009/06/blog-post_24.html
ذاتَ يومٍ-
رقَصَ الشعبُ وغَنّى-
واحتسى بَهجَتَهُ حتّى الثمالَةْ-
إذ رأى أوَّل حالَة-
تَنْعم ُالبلدةُ فيها بالعدالَةْ :
زَعَموا أنَّ فتًى سبَّ نِعالَهْ-
فأحالوهُ إلى القاضى-
ولم يُعْدَمْ-
بدعوى شَتْمِ أصحابِ الجلالَةْ !
أحمد مطر
مهما قمعوا و مهما حبسوا فإنهم لا يستطيعون حبس الحلم و اعتقال الأمل و اغتيال الفكر
تلك أمانيهم، أن نكون بعيرا يساق أو أن يجعلونا نمطا واحدا لتفكيرهم.. تلك أمانيهم.
خلقنا الله بعقول قد يسجنوا الأبدان وتبقى العقول تفكر وقد تحلم لكن الحقيقة مصير كل الأحلام ولو بعد حين.
اقتلوني ومزقوا أرضي،
شردو الطيور العاليات،
اهدموا الجبال،
اكسروا متشاؤون من عظامي،
لكنكم لن تأخذوا،
ولن تأخذوا،
أستاذ خالد بارك الله لك ولنا ولهم
كن بخير
Jابعت أعماله على الفيسبوك و صدمت لخبر اعتقاله مع زملاء صحفيين. للأسف الأحوال لا تختلف من بلد عربي لآخر. فكل من يقول رأيه و يعبر برسم أو مقال يعتقل.
فك الله أسرهم و حرر عقول حكامهم من هذا الاستبداد و عقول شعبهم من هذا الخنوع... آمين.
إرسال تعليق