مدونة خالد

الجزء الشفاف.. من مفكرتي

أنا والغرب.. والمشارقة


كثيرون هم من يمتعضون من طريقة تعاملي مع الأجانب الذين يزورون المملكة المغربية، أو مع بعض الإخوة والأخوات من الدول العربية، بل منهم من حملني (أنا وأمثالي) مسؤولية تشويه سمعة المغرب في عيون الزائرين.
حسنا.. سأحاول هنا أن أوضح المبدأ الذي أتعامل على أساسه، فلربما لم يستوعب البعض معناه "بالغمزة"، ويحتاجون إلى "الدبزة"
عندما يسألني سائح أجنبي عن مكان ما مثلا، فإني أجيبه بالفرنسية أو الإنجليزية (اللتين لا أتقن سواهما) لكني سرعان ما أستعمل العربية في الكلمات المفتاحية.. بالتأكيد لا يفهم ماذا قلت، فيطلب مني المزيد من التوضيح. أوضح مرة أخرى لكني أستعمل بالأساس لهجتي المحلية. يستغرب السائل، فطريقة تحدثي معه تشعره بأنني أتقن لغته لكنني لا أستعملها. أبادره بالسؤال (بلغة التواصل التي يفهمها): هل كنت ستجيبني بالعربية إذا ما زرت بلدك؟؟ وبعد حوار بسيط هادئ أوضح له أنه إذا كان لزاما أن نتعلم لغات أجنبية لأننا نحتاجها خارج بلدنا أو من أجل تلقي العلوم، فإنه لا أحد يجبرنا التحدث بها في أوطاننا خدمة للزائر، أو على الغرب أيضا تعلم لغتنا لمساعدتنا عندما نزور بلدانهم. لم أصادف لحد الآن شخصا لم يعترف بمنطقية الفكرة. بل إن الحوار غير فكرة العديد منهم حول مستوى الوعي عند المغاربة ونظرة الغرب المتعالية تجاهنا.
وحتى لا يتهمني البعض بأنني لا أحترم الزوار، فإني أؤكد أن الطلبات المستعجلة لا أجعل صاحبها يشارك في هذه "الندوة" وإنما أبلغه مقصده على عجل.

أود الآن أن أعرف هل هذا سلوك خاطئ أم ما يقوم به بعض المغاربة "القافزين":
مرة، طلب مني بعض اليابانيين بمدينة تطوان إرشادهم لمكان ما، فذهبت معهم حتى مقصدهم. ما إن هممت بالانصراف حتى استوقفني أحدهم وأراد أن يقدم لي مبلغا من المال.. أخبرته أنني لم أفعل ذلك من أجل المال فتعجب قائلا: منذ أن نزلنا في مطار الدار البيضاء، لم نسأل أحدا حاجة إلا وطلب مالا o_o يا سلام.. أ أنا من يشوه سمعة المغرب؟؟؟؟ ثم أسرع وأخرج تذكارا يابانيا وقدمه لي وهو يقول "كاطو.. كاطو" بمعنى (cadeau cadeau)
أما بخصوص الإخوة المشارقة، فالموضوع مختلف:
عندما أتواصل مع عربي من بلاد مختلفة أجيبه بلغة عربية فصحى.. فإذا كنت أفهم لهجته فلم لا يفهم هو لهجتي؟؟ لن أفرض عليه تعلمها، إذن لنلجأ إلى حل وسط وهو اللغة العربية، فيعتمدها هو الآخر للتواصل.
لعل الإعلام ساهم في نشر صورة خاطئة عن لهجتنا على أنها صعبة ومعقدة، فإذا ما تحدث مغربي في الأخبار ترجموا ما قال باللغة العربية، وإذا ما تحدث خليجي أو مصري بلهجته لم يفعلوا شيئا. وكأننا من القمر.
هذا بخصوص تعاملي معهم، أما بخصوص ما أرفضه من أبناء وبنات بلدي خلال التعامل معهم فهو كالتالي:
لا أستصيغ تنازلهم عن لهجتهم والتحدث بلهجة الآخر.. إذا لم يرد التكلم بلهجتي أو تعلمها فاللغة العربية تكون الحل الأمثل، لكن تبقى هذه النقطة حرية شخصية لا أستطيع فرضها على أحد.
ما يثير جنوني، وقد يجعلني أشرس من مصاصي الدماء أن أجد من يتعلق بالمشارقة والمصريين، خصوصا فتياتنا مع شبابهم، بدعوى الصداقة التي تصل إلى درجة عدم القدرة على التفريط بهذ العلاقة (التي لم تنشأ إلا في النت) مهما كلف الثمن.. أعتقد أنها الحالة الوحيدة التي قد أرتكب فيها جريمة القتل ^_^
هناك حرب ضروس ضدهن، تشوه صورتهن (ولا أتهم الجميع، بل إن منهم من الأشراف من أرضى أن أخدمهم) فالأولى أن يقمن هن بالاهتمام بصورتهن.
أنا لست ضد الحديث مع الإخوة والأخوات بالمشرق، فأنا أتواصل مع العديد منهم، لكني أرفض أن تتعلق الفتيات بشبابهم بذريعة الصداقة.. إنها البلاهة في نظري. ولا أقصد أنني أقبل أن يتعلقن بشباب بلدي من خلال النت، لكن الأولى أخطر على المجتمع المغربي، لأنها من بين الأمور التي جعلت اسم بلدنا مقرونا بأوكار الدعارة عند العديد من العرب.

هذا أنا.. مغربي حتى النخاع، أقبل الآخر شرط ألا ينتقص من قيمتي (عن قصد أو عن غير قصد)، أتواصل مع العربي والعجمي، لكن لي مبادئي التي لن أكون "خالد" بدونها.

عدد التعليقات: 9

أم هيثم يقول...

مررت من هنا فارتأيت أن أضع بصمتي...............أول تعليق ههههههههههههههههههه...........أشاطرك الرأي أخي الحبيب..............

عبير أكوام يقول...

السلام عليك أخي خالد،
معك مع كل كلمة قلتها خصوصا الملاحظات الأخيرة بشدة،
كن بصحة وسلام عليك

marrokia يقول...

شخصيا ، لا أتحدث بغير الدارجة مع كل باقي العرب الذين أعرفهم، وأساندك الرأي بحديثي بالعربية الفصحى ان لم يفهموني .
أما بخصوص النقطة التي تغضبك وهي تعلق الشابات المغربيات بالشباب العربي ( غير المغربي)، فرغم اني أرفضها شخصيا ، إلا أني أتفهم تماما أسباب الفتيات اللواتي لهن قرار الاهتمام بالشبان العربي ، لهم أسبابهم وهي مقنعة. وأعتقد أن لشباننا المغاربة نصيب من المسؤولية :)
كنت هنا
سلاموووووو

عبد الهادي اطويل يقول...

باختصار: لا فض فوك يا خالد..
أحسنت في كل ما قلته وما فعلته..
موفق ومني لك أرق تحية..

khalid zaryouli يقول...

أهلا بالجميع

مغربية: أنا أيضا أتفهم الأمر، بينما تبقى تلك أسبابا وليست مبررات تسمح لهن بفعل ذلك، كما أتفق معك أن لشبابنا النصيب الأكبر من المسؤولية
فأنا لا ألقي اللوم على الآخر بتاتا ولا أجلد الذات بل أطلب بدء التغيير من الداخل..

khalid zaryouli يقول...

بالمناسبة، أتفهم ردة فعل بعض المشارقة الذين لم يستصيغوا فكرتي، وأنا في حوار هادئ متواصل معهم حتى يقتنعوا بالفكرة أو يقنعوني بخطئها، لكن هل جاء في التدوينة ما يسيء للفتاة المغربية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عبد الحميد يقول...

كنت مختلفا عنا، و أشجع منا في الحديث عن العلاقة التي تربطنا مع إخواننا في المشرق ..
بخصوص زوارنا من الغرب، فمن الطبيعي جدا أن نتحدث لغتهم حتى نجد سبيلا للتواصل، لأنهم غرباء عنا و عن ثقافتنا، و ليسوا ملزمين بتعلم لغتنا (مع أن طرحك منطقي جدا)
و أما إخواننا المشارقة، فتحججهم بعدم فهم لهجتنا هو عذر أقبح من ذنب، و فيه إضمار لكثير من التعالي حسب رأيي المتواضع ..
و أما أولئك الذين يلوون ألسنتهم و يتحدثون بلهجة غير لهجتهم كيفما كانت الأسباب و المسببات فاولئك يثيرون اشمئزازي أكثر من أي شيء آخر ..
تدوينتك قالت كل شيء خالد
بوركت

iHibo يقول...

موضوع في الصميم خالد
وانا موافق على جل ما قلته وليس لي تحفظ على اي شيء
سلام

khalid zaryouli يقول...

عبد الحميد: طرحي في التعامل مع الغرب لا يعني عدم الحديث معهم إطلاقا بلغتم، فقط إرسال فلاشات (أو ما يسمى في التعليم وضعية مشكلة ههه) ثم بعد ذلك أطلق العنان للغة شكسبير (زعما واعر هههه
تعتقد أن تدوينتي قالت كل شيء؟؟ هناك من لم يفهم إطلاقا ما عنيت، فكان النقاش معه أشبه بمحاولة تحفيظ صخرة نشيدا أو موشحا ههه

هيبو: أعتقد أنني سأترشح للانتخابات في المرة القادمة، لا أجد معارضين هههه

إرسال تعليق