التواصل عند العرب
قبل قليل، ومن موقع لآخر، إذا بي أجد الإعلان التالي:
فروادتني فكرة التجربة، خصوصا وأنني لم أنتبه إلى أن الخمسين دولارا هي هدية بعد أول وديعة، فذهب تفكيري إلى أنها رصيد أولي فقط، وطبعا ستكون هناك شروط أخرى ستحد من استعمالها.. لكن لا بأس بالتجربة.. لأجد عند انتقالي للمرحلة الثانية للتسجيل أنه يلزم البدء على الأقل بثمانين دولارا، وتحويلها عن طريق MasterCard أو Visa، الأمر الذي دفعني إلى التوقف.
بعد أقل من دقيقة، رن هاتفي. وكان الرمز الهاتفي للمتصل هو 1+.. أجل، المكالمة من الولايات المتحدة الأمريكية.
نطقت ممثلة الشركة اسمي بركاكة، ورحبت بي في الشركة، وتساءلت عما إذا ما واجهت أية مشاكل، فأخبرتها أن بطاقات Visa في المغرب لا تستعمل خارج الحدود وبالتالي فأنا ليس بإمكاني أصلا الاستفادة من الخدمة. لكنها سرعان ما بدأت تقدم لي الطرق التي يمكن أن أقدم الوديعة الأولى وبدء العمل...
لم تكن تهمني التفاصيل، فأنا لست جادا إلى تلك الدرجة، كل ما في الأمر، أنني اعتقدت أنهم يسمحون بفرصة للتجريب كما تفعل بعض المواقع للتعريف بخدماتها (وهناك منها ما أعجبني حقا، لكنه يحتاج لرأس مال مرتفع نسبيا). لكن الذي شدني لدرجة أنني فكرت في كتابة هذه التدوينة وأنا لازلت أتحدث معها هو التواصل السريع مع المستخدمين.
رقم الهاتف كان من شروط استكمال التسجيل، فوضعت رقم هاتفي اعتقادا مني أنهم يرسلون رمز التفعيل أو شيئا من هذا القبيل. لكن حيرتي لم تطل كثيرا.
هؤلاء الناس، عندما يطلبون شيئا فلأنهم يحتاجونه حقا ويستعملونه بالفعل، وليسوا كعدد من المواقع العربية التي تمثل قنوات وهيئات علمية ورموزا يطلبون رقم الهاتف عند التسجيل، ولا يردون حتى على الاستفسارات والتساؤلات، بل لا يهتمون حتى بالرسائل الإلكترونية التي تحتوي على تنبيهات لأخطاء أو توضيح للبس.
كنت قد نشرت في الأيام الأولى من عمر هذه المدونة تدوينة بعنوان: وأخيرا.. أجاب العرب، لكن يؤسفني أن أقول إن ذلك لم يكن إلا وهما وإن التواصل سرعان ما انقطع قبل بلوغ المراد.
ما يزيد تأزيم الوضع، هو أنني راسلت مؤخرا (في يومين مختلفين) موقعين تربويين أحدهما فرنسي والآخر إنجليزي بغرض السماح لي بترجمة بعض المواضيع المهمة جدا (والتي سيكون عبثا تحضير مثلها مادامت متوفرة بلغات أخرى) لنشرها على صفحات المربي المبدع، لأجد بعد أقل من 24 ساعة من وقت الإرسال ردا على رسالتي الاثنتين. لقد قبلا معا لكن الأهم عندي هو التواصل السريع الذي لم ألمسه لحد الساعة في "المسؤولين الإلكترونيين العرب".
هذه العدوى طالت أيضا بعض الكتاب والمدونين، حتى إنني وجدت أقلاما ذات باع وشهرة لا ترد على تساؤلات القراء وملاحظاتهم (قلة من المدونين تقوم أيضا بذلك).. أقول لهذه الفئة: إن كان هدفكم فقط أن تتقيؤوا علينا أفكاركم فذروها لأنفسكم.. أو على الأقل، أغلقوا باب التعليق.
أعلم علم اليقين أن هناك من لا تنطبق عليه هذه المواصفات، لكني لازلت أبحث عن مثال يكسر هذه القاعدة.. إلى ذلكم الحين، الله يصبرنا.
فروادتني فكرة التجربة، خصوصا وأنني لم أنتبه إلى أن الخمسين دولارا هي هدية بعد أول وديعة، فذهب تفكيري إلى أنها رصيد أولي فقط، وطبعا ستكون هناك شروط أخرى ستحد من استعمالها.. لكن لا بأس بالتجربة.. لأجد عند انتقالي للمرحلة الثانية للتسجيل أنه يلزم البدء على الأقل بثمانين دولارا، وتحويلها عن طريق MasterCard أو Visa، الأمر الذي دفعني إلى التوقف.
بعد أقل من دقيقة، رن هاتفي. وكان الرمز الهاتفي للمتصل هو 1+.. أجل، المكالمة من الولايات المتحدة الأمريكية.
نطقت ممثلة الشركة اسمي بركاكة، ورحبت بي في الشركة، وتساءلت عما إذا ما واجهت أية مشاكل، فأخبرتها أن بطاقات Visa في المغرب لا تستعمل خارج الحدود وبالتالي فأنا ليس بإمكاني أصلا الاستفادة من الخدمة. لكنها سرعان ما بدأت تقدم لي الطرق التي يمكن أن أقدم الوديعة الأولى وبدء العمل...
لم تكن تهمني التفاصيل، فأنا لست جادا إلى تلك الدرجة، كل ما في الأمر، أنني اعتقدت أنهم يسمحون بفرصة للتجريب كما تفعل بعض المواقع للتعريف بخدماتها (وهناك منها ما أعجبني حقا، لكنه يحتاج لرأس مال مرتفع نسبيا). لكن الذي شدني لدرجة أنني فكرت في كتابة هذه التدوينة وأنا لازلت أتحدث معها هو التواصل السريع مع المستخدمين.
رقم الهاتف كان من شروط استكمال التسجيل، فوضعت رقم هاتفي اعتقادا مني أنهم يرسلون رمز التفعيل أو شيئا من هذا القبيل. لكن حيرتي لم تطل كثيرا.
هؤلاء الناس، عندما يطلبون شيئا فلأنهم يحتاجونه حقا ويستعملونه بالفعل، وليسوا كعدد من المواقع العربية التي تمثل قنوات وهيئات علمية ورموزا يطلبون رقم الهاتف عند التسجيل، ولا يردون حتى على الاستفسارات والتساؤلات، بل لا يهتمون حتى بالرسائل الإلكترونية التي تحتوي على تنبيهات لأخطاء أو توضيح للبس.
كنت قد نشرت في الأيام الأولى من عمر هذه المدونة تدوينة بعنوان: وأخيرا.. أجاب العرب، لكن يؤسفني أن أقول إن ذلك لم يكن إلا وهما وإن التواصل سرعان ما انقطع قبل بلوغ المراد.
ما يزيد تأزيم الوضع، هو أنني راسلت مؤخرا (في يومين مختلفين) موقعين تربويين أحدهما فرنسي والآخر إنجليزي بغرض السماح لي بترجمة بعض المواضيع المهمة جدا (والتي سيكون عبثا تحضير مثلها مادامت متوفرة بلغات أخرى) لنشرها على صفحات المربي المبدع، لأجد بعد أقل من 24 ساعة من وقت الإرسال ردا على رسالتي الاثنتين. لقد قبلا معا لكن الأهم عندي هو التواصل السريع الذي لم ألمسه لحد الساعة في "المسؤولين الإلكترونيين العرب".
هذه العدوى طالت أيضا بعض الكتاب والمدونين، حتى إنني وجدت أقلاما ذات باع وشهرة لا ترد على تساؤلات القراء وملاحظاتهم (قلة من المدونين تقوم أيضا بذلك).. أقول لهذه الفئة: إن كان هدفكم فقط أن تتقيؤوا علينا أفكاركم فذروها لأنفسكم.. أو على الأقل، أغلقوا باب التعليق.
أعلم علم اليقين أن هناك من لا تنطبق عليه هذه المواصفات، لكني لازلت أبحث عن مثال يكسر هذه القاعدة.. إلى ذلكم الحين، الله يصبرنا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
عدد التعليقات: 8
كُنتُ هُنا،
مممم، لديهم موظفين (وربما قطاع بأكمله) لا هم يشغله غير التواصل مع الزبائن.
ولا مجال لمقارنة هذا مع المدونين أو الكتاب العرب، معظمهم يقوم بجهود فردية وإن سخّر وقته للرد على أي شاردة وواردة فسيمضي حياته في رد الفعل.
أتفق معك فيما يرتبط بتعامل الشركات والمؤسسات لا غير.
Il ne faut pas Comparer les incomparables
هذا ما كاين وخلاص
آبا خلدون..
راه دوك الناس فايتينا بملايين السنوات الضوئية، فلا تقارن بيننا وبينهم..
لكن من يدري.. قبل قيام الساعة يمكن أن تحدث معجزة.. هههههههههههه
كنت هنا
لا مجال لالمقارنة مع وجود فارق كبيييييييييييييييييير
صح لسانك أسي خالد:
"إن كان هدفكم فقط أن تتقيؤوا علينا أفكاركم فذروها لأنفسكم.. أو على الأقل، أغلقوا باب التعليق"
التواضع فعلا مفقود عند هؤلاء، وشخصيا تعبت في مراسلة المواقع العربية والكثير من الشخصيات لأغراض مختلفة دون جدوى.. لكن حين راسلت الأجانب لم تحصل معي لحد الآن حالة إهمال أو تجاهل واحدة، يجيبون حتى ب"لا أعرف" أو "آسف لا أستطيع المساعدة".. على الأقل يتواضعون ليردوا!
الله يهدينا..
عبير: مرحبا بك الأن ودائما..
محمد: بالنسبة للمدونين والكتاب، فأنا لا أرى ضرورة في الرد على الجميع، لكن أن بتضمن الرد تساؤلا أو استفسارا فأعتقد أن التغافل عنه إجحاف في حق القارئ.
سناء المغربية: هي مسأله عقليات وأنماط تفكير، ولا علاقة لها بالتقدم الاقتصادي.. كما أن هذه المقارنة منطقية جدا، فكلا الجنسين بشر يتوفران على نفس المميزات.
خالد أبجيك: الشخصيات والرموز العربية تبني بينها وبين متابعيها صورا عاليا جدا، بينما الآخرون يحاولون هدم كل الحواجز.. هذا هو الفرق
أغراس: المقارنة، الخطوة الأولى لتحقيق التقدم
خالد: أمييييييييييييين هههه
الله يهدينا، هذا هو حالنا.
التغيير يبدأ من أنفسنا
إرسال تعليق