لماذا أدون.. أنا المغربي؟
مسودة قدر لها أن تقبع في لائحة الانتظار شهورا.. وكلما استجد شيء أعدل قليلا.. غير أن الوضع يبدو أكثر إلحاحا الآن، فالكثيرون يبحثون عن إجابة لسؤال: لماذا يدون المغربي؟؟
في هذه التدوينة، لن أقدم إجابة عن السؤال بقدر ما سأثير أسئلة أخرى قد تساعد في الوصول إلى إجابة شافية.. كما أنني لن أكثر من الإحالات، فهذه التدوينة لا ترقى إلى مستوى الدراسة، بل مجرد تفكير وتأمل بصوت عال ومحاولة لترتيب معلومات متشتتة في ذهني. والمجال مفتوح على مصراعيه للقارئ الكريم ليبحث عن تفاصيل المعلومات الواردة، ثم فتح نقاش أوسع في الموضوع.
عندما أعلن عن انطلاق النسخة الأخيرة من مسابقة البوبز، أثارني تعليق عضو لجنة التحكيم الجديد أزغور أوجكان التركي متحدثا عن التدوين في بلده: "عالم التدوين التركي هو عالم في غاية التشعب والتنوع. ولا يشكل المحتوى السياسي المحض أو المحتوى المتمرد سوى قسما بسيطا منه. أتمنى أن تدعم مشاركة اللغة التركية في البوبز في تقوية هذه الأصوات البديلة"
قلت في نفسي وأنا أقرأ هذا التعليق: لقد تمت إضافة اللغة التركية إلى المسابقة نظرا للتجربة "الفريدة" للمدونين التركيين.. لكن، أليس هذا هو التدوين المغربي؟؟ ألم نسبقهم بأشواط؟؟ إذن لماذا لم يظهر؟ لماذا لم يتعرف عليه العالم؟؟
لنغير زاوية الرؤية، ولنتأمل قليلا في اللغات.. بمجهود بسيط سنجد أن اللغات المنسوبة لحضارة أو ثقافة ما أوسع بكثير من تلك المنسوبة لبلد، فعندما نقول: فرنسية، إسبانية، برتغالية، ألمانية... فنحن نتحدث عن لغات لا يتحدث بها في الأصل إلا سكان البلد وسكان مستعمراته (يمكن استثناء الإنجليزية نسبيا باعتبارها حاليا لغة عالمية)، بينما اللاتينية، الفارسية، العربية... لغات منسوبة إلى حضارة أكثر مما هي منسوبة إلى بلد معين وبالتالي فهي تضم منطقة شاسعة أو سلسلة من الدول. ولأن المغرب "يعتبر" بلدا عربيا، فالتدوين المغربي ينصهر إعلاميا ضمن التدوين العربي وإن دون الكثيرون بلغات أخرى، بل وإن كان المدونون ليسوا عربا أصلا.
السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا لم تتلألأ نجمة المغرب في سماء التدوين العربي؟؟
ندير العدسة مرة أخرى ونقربها إلى المدونات العربية.. حسب العديد من الدراسات، من بينها دراسة شيماء إسماعيل، تعتبر الحرب على العراق حدثا حرك بقوة المدونات العربية. ليأتي بعد ذلك بهية ورفقاؤها المصريون، ليرتبط التدوين العربي بالأساس بما هو سياسي..
لم يسلم المدونون المغاربة من العدوى، فالكل يذكر دورهم الفعال في أحداث سيدي إفني وتغجيجت والتضييقات والاعتقالات التي قامت بها السلطات المغربية خوفا من أن يسقط المدونون رؤوسا كما فعل زميلهم رشيد جنكاري في 2006.. تأسست جمعية المدونين المغاربة رحمة الله عليها لتؤكد اللبس، وتساهم في اختزال التدوين المغربي وتلبسه جلباب النضال والتمرد وفضح المفسدين، بعدما حاولت لعب دور النقابي الذي جعل من الدولة عدوا له.. بينما التدوين المغربي أكبر وأوسع.
زاد الطين بلة إعلام الشرق الأوسط القوي (بالمقارنة مع إعلامنا) الذي يبحث دائما عن الأقلام والأصوات المعارضة من أجل مادة دسمة لنشرة الأخبار ليعرفنا على طل الملوحي والبشير حزام ورفقائهما بالزنازن.. ليتم تهميش باقي أصناف التدوين على حساب هذا النوع الذي لا يمثل في المغرب - حسب متابعتي للمدونات المغربية - إلا الجزء القليل.. بل حتى هذا الصنف من التدوين لم يجد اهتماما إعلاميا كبيرا لأن ما يحدث في المغرب (رغم بشاعته) هين بالمقارنة مع ما يحدث في مصر والشرق الأوسط.. وبالتالي، تاه التدوين المغربي في غابة لا يعرف شعابها. حاولت بعض العدسات المغربية أن تضع بصمتها وتساعد التدوين المغربي ليقتحم الشاشات العربية كما فعلت بشرى إيجورك مشكورة، لكنها لم تقدم الجديد، بل كرست عدة مفاهيم مغلوطة.. لا أشن حربا على بشرى، بل أشكرها على مجهودها في محاولة للتعريف بالتدوين المغربي، فالوثائقي أعاد إحياء السؤال الجوهري: لماذا ندون؟ بعد أن طال السبات.
حتى لا يفهم مما سبق أني ضد التدوين السياسي أو المتمرد، بل أنا معه مادام نزيها مبدئيا يعري الأحداث ولا يهين الأشخاص، لكني أراه لا يرقى ليمثل وحده اسم التدوين المغربي..
المدون المغربي يوثق حياته كلها دون تجزيء: لحظات فرحه وحزنه، مواطن نجاحه وفشله، اتفاقاته ومعارضاته، في العمل، في الشارع أو في بيته.. يرسم عشقه لتراب الوطن، ويكتب عن حب بنت الجيران.. يدون عندما يشتري سيارة جديدة، أو يبيع حاسوبه القديم.. يدون عندما ينتهك عرض غزة وسوريا وسيدي يوسف.. يدون عندما يتذكر أحداثا طفولية مشاغبة، أو يبتكر أخرى من خياله..
المدون المغربي شخص اختلط دمه بلوحة المفاتيح، يصور، يسجل ويكتب عن كل شيء بلا استثناء.
من كل ما سبق، يبدو أن الحل أولا أن نتخلى عن تسمية "التدوين العربي" لتأخذ كل تجربة حقها الكامل، فالتدوين السعودي يختلف عن المصري الذي يختلف عن التونسي الذي يختلف عن المغربي.. كل وتجربته، كل ونكهته.. ومن هنا أوجه نداء إلى المدونين في كل بلد: أن يعدوا وثائقيا خاصا ببلدهم، تعريفا بهذا النوع الإعلامي الذي لم يأخذ نصيبه كاملا من الاهتمام بعد.
بالنسبة لبني بلدي، فالمطلوب أن نعيد جمع الشمل.. ملتقيا تيفلت والصويرة لم يكونا محطتين عاديتين في تاريخ التدوين المغربي، وما يحدث الآن غمامة يجب أن تنكشف.. كيف؟ بالتواصل المباشر بين المدونين في نفس المدينة\المنطقة أولا ثم رفع ما تم الاتفاق عليه ونشره مع باقي الجهات.. حينها ستتضح خطة عمل مثلى للرقي بالتدوين المغربي.
هذه الأسطر هي مجرد أفكار ضاقت بها جمجمتي فتخلصت منها هنا.. على أمل أن تفتح حوارا أوسع بين المدونين.. دمتم بخير
حتى لا يفهم مما سبق أني ضد التدوين السياسي أو المتمرد، بل أنا معه مادام نزيها مبدئيا يعري الأحداث ولا يهين الأشخاص، لكني أراه لا يرقى ليمثل وحده اسم التدوين المغربي..
المدون المغربي يوثق حياته كلها دون تجزيء: لحظات فرحه وحزنه، مواطن نجاحه وفشله، اتفاقاته ومعارضاته، في العمل، في الشارع أو في بيته.. يرسم عشقه لتراب الوطن، ويكتب عن حب بنت الجيران.. يدون عندما يشتري سيارة جديدة، أو يبيع حاسوبه القديم.. يدون عندما ينتهك عرض غزة وسوريا وسيدي يوسف.. يدون عندما يتذكر أحداثا طفولية مشاغبة، أو يبتكر أخرى من خياله..
المدون المغربي شخص اختلط دمه بلوحة المفاتيح، يصور، يسجل ويكتب عن كل شيء بلا استثناء.
من كل ما سبق، يبدو أن الحل أولا أن نتخلى عن تسمية "التدوين العربي" لتأخذ كل تجربة حقها الكامل، فالتدوين السعودي يختلف عن المصري الذي يختلف عن التونسي الذي يختلف عن المغربي.. كل وتجربته، كل ونكهته.. ومن هنا أوجه نداء إلى المدونين في كل بلد: أن يعدوا وثائقيا خاصا ببلدهم، تعريفا بهذا النوع الإعلامي الذي لم يأخذ نصيبه كاملا من الاهتمام بعد.
بالنسبة لبني بلدي، فالمطلوب أن نعيد جمع الشمل.. ملتقيا تيفلت والصويرة لم يكونا محطتين عاديتين في تاريخ التدوين المغربي، وما يحدث الآن غمامة يجب أن تنكشف.. كيف؟ بالتواصل المباشر بين المدونين في نفس المدينة\المنطقة أولا ثم رفع ما تم الاتفاق عليه ونشره مع باقي الجهات.. حينها ستتضح خطة عمل مثلى للرقي بالتدوين المغربي.
هذه الأسطر هي مجرد أفكار ضاقت بها جمجمتي فتخلصت منها هنا.. على أمل أن تفتح حوارا أوسع بين المدونين.. دمتم بخير
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
عدد التعليقات: 11
نفس نظرتي للتدوين
التدوين في المغرب أوسع من أن يحصر في السياسة فقط ، وأشد تعقيدا لمن رام فهمه وسبر أغواره ...ويبقى التواصل خير طريق للسبر
لا يمكن حصر التدوين في كل ما هو سياسي فقط وإلا جعلنا منه وسيلة اخبارية لا تختلف عن الجرائد ونشرات الاخبار في شيء..
التدوين اعمق من ذلك ,, هو يعبر عن ذواتنا كبشر
شكرا لك على الموضوع
كنت هنا
تدوينة قالت ما أحببت قوله، وسنظل مقتنعين أن التدوين هو لفظ شمولي لا ينحصر في شكله السياسي فحسب، بل إن في تنوعه تكامل، وجمال، وكل مدون يدون من زاويته، من منطلق نظرته للأشياء سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو أدبية وفكرية. العمل الان على عاتقنا نحن كمدونين لنبرز هذه المضامين ونعيد احياء أو بالاحرى إزالة الغبار عن عملنا، ونعيد حركية التدوين المغربي كما كانت في أيام تيفلت والصويرة.
كان للصديق خالد التاقي فكرة حول وثائقي عن التدوين المغربي، لا أعرف أين وصل المشروع الآن، لكن لدي ثقة كبيرة أنه سيكون مميزا
أتفق معك في كل الكلام الذي قلته.. والكثير الكثير ليقال مجددا
سلاموو
أضم صوتي لصوتك
أعجبتني تدوينتك
كنت هنا
في مصر مشكلة التدوين..أنه غير معروفاً بشكل الكبير..حتي مشاركة المدونين مع بعض غير فعالة بالشكل المرضيه!!
أما المدونات فهم يكتبون في كل شئ ولكن أعلامنا يتحدث دائما في السياسة!!
أري أن عالم التدوين في الوطن العربي لم يأخده حقه وقدره بعد!!
جميل ياخالد تناولك للموضوع
شركة تاج للتنظيف بالدمام 0551844053
شركة رش مبيدات بالدمام
شركة مكافحة حشرات بالدمام
شركة تنظيف شقق بالدمام
شركة تنظيف فلل بالدمام
شركة مكافحة حشرات بالخبر
شركة تنظيف منازل بالخبر
شركة تنظيف شقق بالخبر
شركة تسليك مجارى بالدمام
شركة تنظيف بالدمام
شركة مكافحة حشرات بالاحساء
شركة مكافحة النمل الابيض بالاحساء
شركة مكافحة حشرات بالجبيل
شركة مكافحة النمل الابيض بالجبيل
شركة تنظيف منازل بالجبيل
شركة تنظيف شقق بالجبيل
شركة مكافحة النمل الابيض بالدمام
https://www.bfirstseo.com/ِشركة-مكافحة-حشرات-بينبع/
https://www.bfirstseo.com/شركة-تنظيف-بينبع/
\
https://www.bfirstseo.com/تنظيف-خزانات-بالمدينة-المنورة/
شركة شراء اثاث مستعمل
نمتلك افضل طاقم عمل من امهر النجارين والفنيين وكذلك السائقين الملمين بكافة طرق المملكة عامة.
أفضل شركة شراء اثاث مستعمل
خدمات الفجيرة – الروضة
شركات دهان في الفجيرة
صباغ فى الفجيرة
إرسال تعليق