مدونة خالد

الجزء الشفاف.. من مفكرتي

الشباب المغربي: سينا.. ما درتي فينا

"تملك سينا من المؤهلات ما لا يملك عدد من الشباب المغربي"
كانت تلك هي العبارة التي أفرزت عددا من التعليقات الساخرة على الفيسبوك والمكالمات المستفسرة والعبارات الحبلى بالغيرة و"الفقصة" من فتيات انتقدن ذوقي ^_* دون أن أتحدث عن الفلاسفة الذين اعتبروا منشوري دعما للرداءة التي يريد "المخزن" ترسيخها في المجتمع وما نحن -مدربي التنمية البشرية كلنا- إلا لصوصا يستخدمنا المخزن لذلك.. مشاو بعييييييد هههه

أعود اليوم لمدونتي لأكتب عن حدث حرك فئة عريضة. أعيد العبارة فاحتمال أن تكون قد فاتتك الكلمة: سأكتب عن حدث لا عن شخص.. وما ذكر ابتسام في التدوينة إلا لأنها من كشف المستور، لا أقصد المستور من جسدها وإنما عورة من عورات مجتمعنا.

سأبدأ مباشرة من الحلقة الإذاعية لأن ما قبلها لا يستحق المتابعة.
أثار إعلان استضافة الصحافي "النمس" لسينا انتقادات كبيرة، ليتابع الحلقة مباشرة أو على اليوتيوب مئات الآلاف.. هل هو قانون "خو منو عيني فيه"؟ أم هو قانون "أرونا ماذا يفعل الكفار لعنهم الله لنحتاط"؟؟
هنا أستحضر قصة لن أنساها سأقصها بعجالة:
كان أستاذ مادة الفلسفة بالثانوي شابا نحيل البنية، وكان يردد كثيرا عبارة "...ﻻ يعدو أن يكون..." .. رسمنا خلف الباب هيكلا عظميا وكتبنا فوقه: خالد مخفة بو زيد لا يعدو أن يكون هيكلا عظميا.
دخل، أغلق الباب فقرأ العبارة.. كلنا ننتظر انزعاجه.. لكنه ابتسم وقال: يكفيني فخرا أن أرى كلماتي وأسلوبي على لسان تلاميذي ولا يعني إعطاؤهم جزء من وقتهم لفعل كل هذا إلا أنني فعلا أثرت فيهم بشكل من الأشكال.. شكرا أستاذ خالد على الدرس الجميل ^_^
أذكر هذه القصة لأشرح أن هذا الكم الكبير الذي تابع الحلقة قد أثرت فيه الضيفة بشكل من الأشكال.. لم لا يعترف بذلك؟؟

خلال حواره مع ضيفته، كان الرمضاني، الذي أحييه على أدائه الذي يكشف الجهد المبذول قبل الحلقة، يحاول أن يستفزها ببعض العبارات لكنها كانت أكثر ثباتا وإصرارا. جعلته يذكر الله طول الحلقة وجعلت المتتبعين "يتكرشخون" ضحكا، لكنها أبانت على 3 نقط رائعة:

1- ثقتها العالية بالنفس.. قد يقول قائل إنه غرور، هبل... سأسألك قبل استكمال القراءة: ما هي الثقة بالنفس؟ فكرت جيدا؟؟ أجبت؟؟
خذ مني هذا التعريف القصير البسيط: الثقة بالنفس هي التصرف في مختلف المواقف بالطريقة التي تراها أنت صحيحة.. إن كانت إجابتك بعيدة عن هذه (في المعنى لا في التعبير) أو لم تجد جوابا أصلا فراجع ثقتك بنفسك.
ابتسام، بغض النظر عن صحة ما تفعله أو خطئه، تعتقد يقينا أن ما تقوم به صحيح..
أتساءل هنا عن كم الشباب المغربي الذي يسيطر على حياته بالشكل الذي يريد، يختار وفقا لقيمه ومبادئه، لا وفقا لآخرين يتبعهم أو تبعا "للي بغات الوقت" وإن كانوا غير متفقين معه؟؟!!

2- سينا تعرف بدقة ماذا تريد وتعمل من أجله، وتتقدم في مشروعها الشخصي شيئا فشيئا.. بينما عدد ممن انتقدوها وشتموها لا يملكون أدنى خطة في الحياة ودورهم لا يتجاوز إثقال كاهل الكرة الأرضية.

3- عندما سئلت ابتسام هل هي عادية قالت: إذا هاد المجتمع هو العادي أنا ماشي عادية.
الحاجة للاختلاف حاجة نفسية، بسببها كنا نرفض مقارنتنا بالتلاميذ المتفوقين وابن الجيران اللطيف والأخ الأكبر الذكي... لكن التنشئة الاجتماعية جاءت لتقتل فينا هذا الحق الطبيعي لنستبدل به مفاهيم خاطئة مقلوبة: "ما يخرج من الجماعة غي الشيطان" "دير راسك مع الريوس وقل آ قطاع الريوس" "الموت ف الجماعة نزاهة" وغيرها من العبارات التي تجعل الفرد إمعة.
ابتسام ترفض أن تكون عادية وترغب في التميز.

لست أدعو إلى التشبه بابتسام في كل شيء ولا أشجعها ولا غيرها على استكمال المشوار، فأنا أؤكد أن الثقة بالنفس تعظم عند امتلاك أفكار قوية خلاقة، وأن التخطيط الذي لا يراعي كل الجوانب (المادي، الصحي، الاجتماعي الأسري، العقلي، الروحي الديني والشخصي) ناقص سيخلق كبوات في المستقبل، وأن المرء عليه أن يكون مختلفا ما دامت التاء لا تسبق الخاء.. ما أود الإشارة إليه أن تلك مواصفات جميلة في شخصية انتقدها المجتمع وعندنا منها الآلاف لم يجدوا التأطير الكافي والاعتراف بحقهم في إثبات ذواتهم فكانت محاولتهم لإشباع احتياجاتهم غير صحيحة..

في مجتمعنا آلاف من سينا.. هل سنعمل جنبا إلا جنب لمساعدتهم على توظيف إمكاناتهم الهائلة أم سنواصل احتقارنا لهم؟ ذلك الاحتقار الذي يزيد من عنادهم وتماديهم؟؟ 

كلها يقرر اللي بغا