في عالم متوحش نعيش
مارس
10
في الأيام الأخيرة، عشت تجربتين مختلفتين كليا، لكن ما تعلمته منهما جعلني أستشعر وحشية هذا العالم.. لن أعتنق في هذه التدوينة دين الضحية، ولن أسب الأنظمة وأصحاب الكروش... بل سأعري عن وحش بداخلي وبداخل الكثيرين من "الظرفاء المتسامحين المنصفين" مثلي تماما.
قبل أسبوعين، كان زفاف حبيبتي هدى، آخر العنقود، ورأيت فيه من الكواليس ما ﻻ يمكن للمدعوين رؤيته..
ممون يضع الكراسي ويغادر، ومجموعة صوتية تنشد سويعات وتحمل أمتعتها، أخصائية تجميل تضع خربشات على وجه العروس، وفي النهاية، يتقاضون مبالغ أكبر بكثير من المنظفات اللاتي عملت قبل الحفل وخلاله وبعده، وأكثر من تلك المرأة التي قضت يومين كاملين أمام النار تطهو ما تلذذ به الحاضرون.
القانون الجديد هو العمل بذكاء وليس العمل بجهد، وهو قانون ﻻ عيب فيه.. وحتما تسبق مرحلة العمل بجهد مرحلة العمل بذكاء (إﻻ في حاﻻت نادرة ) لإعداد أرضية مواتية. لكن التوحش الذي أقصده، أننا ننسى أولئك الذين نستصغر أعمالهم وفي نفس الوقت ﻻ نستغني عن خدماتهم.. التوحش الذي نعيشه هو أننا نقتات على صمتهم وجهلهم وقلة حيلتهم ولو أنهم ثاروا في وجوهنا وطلبوا مبلغا يليق بمجهودهم ما كان لنا إﻻ أن ننصاع لهم، أو أن نضطر للقيام بأنفسنا بما كنا نحتقر فاعليه..
التوحش الذي أعنيه، أننا نهاب من يهابه الناس أو يرفع قدر نفسه، وندوس بأقدامنا كل من لم يقدر ذاته ولم يكتشف قدراته وأدواره الجليلة..
في تجربة مغايرة تماما قبل أيام قليلة، لمست نفس التوحش.. زرعت، رفقة رجل نادر وصديق رائع، بعض أشجار الفواكه.. انتفخت يداي وتشققتا وتألمت بسبب الفأس التي قطعت أنفاسي أثناء الحفر.. وأدركت كم الألم والتعب الذي تحتاجه تلك الحقول الكثيرة التي نأكل منها بكل جحود وبأدنى تقدير للتعب. نأكل منها وكأنها لم تسق بالعرق قبل الماء، ونساوم الفلاح على دريهمات كأننا الأذكياء الذين ﻻ نسمح لهم باستغلالنا..
أدركت أيضا لماذا نهى الحبيب الأكرم عن الوقوف تبجيلا وكيف قبل يد العامل الخشنة..
إنه توحشنا الذي يجعلنا ﻻ نقدر أي عمل ما لم نجربه، ونعتبره في أجمل الحاﻻت عاديا..
توحشنا الذي أفقدنا عادة تشجيع الآخرين وتقدير مجهوداتهم والاعتراف بإنجازاتهم.
هل سنسمح لهذا التوحش أن يفرض علينا قوانينه؟ هل نحن مضطرون للخضوع لسطوته؟؟ الجواب كان من شجرة البرتقال التي صرخت في وجهي لتنهي وجعي: "حتما ﻻ.. أنت الآن تغرسني، وتعلم أنك لن تأكل مني الآن.. ربما السنة القادمة وربما التي بعدها.. وقد ﻻ أعيش أصلا.. ومع ذلك، يجتاحك الأمل لتواصل الغرس.. علمت خفايا لم تكن تعلمها، وشعرت بألم لم تكن تعرفه.. إذن قدر عمل الآخرين.. وتأكد أن وراء إنجازهم حلم، تخطيط، جهد وأمل.. امنحهم ما يستحقونه كاملا وليس فقط ما يطلبون.. لن تغذي حينها ذلك الوحش.. والوحش إن جاع ضعف، هزل.. ثم مات"
قبل أسبوعين، كان زفاف حبيبتي هدى، آخر العنقود، ورأيت فيه من الكواليس ما ﻻ يمكن للمدعوين رؤيته..
ممون يضع الكراسي ويغادر، ومجموعة صوتية تنشد سويعات وتحمل أمتعتها، أخصائية تجميل تضع خربشات على وجه العروس، وفي النهاية، يتقاضون مبالغ أكبر بكثير من المنظفات اللاتي عملت قبل الحفل وخلاله وبعده، وأكثر من تلك المرأة التي قضت يومين كاملين أمام النار تطهو ما تلذذ به الحاضرون.
القانون الجديد هو العمل بذكاء وليس العمل بجهد، وهو قانون ﻻ عيب فيه.. وحتما تسبق مرحلة العمل بجهد مرحلة العمل بذكاء (إﻻ في حاﻻت نادرة ) لإعداد أرضية مواتية. لكن التوحش الذي أقصده، أننا ننسى أولئك الذين نستصغر أعمالهم وفي نفس الوقت ﻻ نستغني عن خدماتهم.. التوحش الذي نعيشه هو أننا نقتات على صمتهم وجهلهم وقلة حيلتهم ولو أنهم ثاروا في وجوهنا وطلبوا مبلغا يليق بمجهودهم ما كان لنا إﻻ أن ننصاع لهم، أو أن نضطر للقيام بأنفسنا بما كنا نحتقر فاعليه..
التوحش الذي أعنيه، أننا نهاب من يهابه الناس أو يرفع قدر نفسه، وندوس بأقدامنا كل من لم يقدر ذاته ولم يكتشف قدراته وأدواره الجليلة..
في تجربة مغايرة تماما قبل أيام قليلة، لمست نفس التوحش.. زرعت، رفقة رجل نادر وصديق رائع، بعض أشجار الفواكه.. انتفخت يداي وتشققتا وتألمت بسبب الفأس التي قطعت أنفاسي أثناء الحفر.. وأدركت كم الألم والتعب الذي تحتاجه تلك الحقول الكثيرة التي نأكل منها بكل جحود وبأدنى تقدير للتعب. نأكل منها وكأنها لم تسق بالعرق قبل الماء، ونساوم الفلاح على دريهمات كأننا الأذكياء الذين ﻻ نسمح لهم باستغلالنا..
أدركت أيضا لماذا نهى الحبيب الأكرم عن الوقوف تبجيلا وكيف قبل يد العامل الخشنة..
إنه توحشنا الذي يجعلنا ﻻ نقدر أي عمل ما لم نجربه، ونعتبره في أجمل الحاﻻت عاديا..
توحشنا الذي أفقدنا عادة تشجيع الآخرين وتقدير مجهوداتهم والاعتراف بإنجازاتهم.
هل سنسمح لهذا التوحش أن يفرض علينا قوانينه؟ هل نحن مضطرون للخضوع لسطوته؟؟ الجواب كان من شجرة البرتقال التي صرخت في وجهي لتنهي وجعي: "حتما ﻻ.. أنت الآن تغرسني، وتعلم أنك لن تأكل مني الآن.. ربما السنة القادمة وربما التي بعدها.. وقد ﻻ أعيش أصلا.. ومع ذلك، يجتاحك الأمل لتواصل الغرس.. علمت خفايا لم تكن تعلمها، وشعرت بألم لم تكن تعرفه.. إذن قدر عمل الآخرين.. وتأكد أن وراء إنجازهم حلم، تخطيط، جهد وأمل.. امنحهم ما يستحقونه كاملا وليس فقط ما يطلبون.. لن تغذي حينها ذلك الوحش.. والوحش إن جاع ضعف، هزل.. ثم مات"
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
عدد التعليقات: 4
شركة الرزاق 0530242929
شركة نقل اثاث بالرياض
شركات نقل عفش بالرياض
شركات مكافحة حشرات بالرياض
شركات خزنات بالخرج
شركات تنظيف شقق بالخرج
شركات تنظيف فلل بالخرج
شركات تنظيف كنب بالرياض
شركات تنظيف مسابح بالرياض
شركات تنظيف منازل شمال الرياض
شركات تنظيف موكيت بالخرج
شركات تتسليك مجاري بالرياض
شركات تنظيف بيارات بالرياض
شركات مكافحة البق بالرياض
شركة تنظيف قصور بالرياض
شركة نقل عفش بالرياض
شركة تنظيف كنب بالرياض
نظافه بالرياض شركة
شركة عزل اسطح بالرياض
شركة تنظيف وشفط بيارات بالرياض
شركة تنظيف واجهات حجر و زجاج بالرياض
شركة تنظيف مسابح بالرياض
شركة تنظيف مجالس بالرياض
شركة تنظيف بيوت بالرياض
شركة تسليك مجارى بالرياض
شركة تخزين اثاث بالرياض
شركة مكافحة حشرات بالرياض
افضل شركة مكافحة حشرات بالرياض
شركة رش مبيدات بالرياض
افضل شركة رش مبيدات بالرياض
شركة تاج للتنظيف بالدمام 0551844053
شركة رش مبيدات بالدمام
شركة مكافحة حشرات بالدمام
شركة تنظيف شقق بالدمام
شركة تنظيف فلل بالدمام
شركة مكافحة حشرات بالخبر
شركة تنظيف منازل بالخبر
شركة تنظيف شقق بالخبر
شركة تسليك مجارى بالدمام
شركة تنظيف بالدمام
شركة مكافحة حشرات بالاحساء
شركة مكافحة النمل الابيض بالاحساء
شركة مكافحة حشرات بالجبيل
شركة مكافحة النمل الابيض بالجبيل
شركة تنظيف منازل بالجبيل
شركة تنظيف شقق بالجبيل
شركة مكافحة النمل الابيض بالدمام
افضل شركة تنظيف بمكة
اذا كنت تبحث عن افضل شركة تنظيف بمكة بافضل الاسعار فلن تجد افضل من شركة المنزل التي تقدم اكبر العور و الخدمات علي كافة اعمال النظافة بمكة فلدينا افضل فريق عمل متخصص في تنظيف منازل بمكة علي اعلي مستوي من الخبرة و الكفاءة و افضل طرق التخلص من البقع و الاوساخ
شركة المنزل شركة تنظيف منازل بمكة تعتمد علي افضل اجهزة البخار في تنظيف مفروشات بمكة , غسيل كنب بمكة لافضل منزل مثالي خالي من الاتربة و الاوساخ
شركة تنظيف منازل بمكة
اتصلوا بنا
0502024166
http://elmnzel.com/%D8%AE%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%81/cleaning-makkah
إرسال تعليق