مدونة خالد

الجزء الشفاف.. من مفكرتي

خدعة الانضمام

طلبت بلدان التعاون الخليجي (إن لم يكن الفعل الحقيقي هو "طالبت") المغرب بالانضمام إلى مجلسها ورحب المغرب بهذه الدعوة.
هل كل ما في الأمر أن المغرب العزيز على قلب "آل" الخليج يستحق الدعم والتشجيع أم يريدون وضع الغترة والعقال على العقل المغربي أم أن هناك مخططات أخرى لا يعلمها إلى أصحابها وربهم؟؟

سأعود بأذهانكم إلى التسعينيات.، وبالضبط إلى الوقت الذي عاش المغاربة فيه وهم الانضمام إلى الاتحاد الأوربي. فقط اسم الاتحاد كان دليلا كافيا على عدم إمكانية تحقق هذا الحلم الوهم.. تناسلت الأحلام، فهذا يتخيل المغرب مفتوح الحدود مع أوربا والآخر يتخيل نفسه يتعامل بالعملات الصعبة... الخ. كل ما تم، أن المغرب اشتغل لفترة شرطيا يحرس حدود أوربا من بعض الأفارقة المتسللين مقابل هبات وقروض لم تزد الطين إلا بلة.

في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، لقنوا المغاربة أن المغرب شجرة جذورها في إفريقيا وأغصانها في أوربا.
واليوم، يريدون أن يقنعونا أن هذه الشجرة التوت كالأفعى لتصبح أغصانها في أحضان "الأشقاء العرب".

مجرد اسم التنظيم مرة أخرى دليل على عدم إمكانية تحقق هذا الوهم: مجلس التعاون الخليجي. اسم ينفي كل مقومات المغرب كبلد إفريقي متعدد الثقافات. كثرت التعليقات الساخرة التي تحمل في طياتها نسبة كبيرة من الصحة، قال الأول: يرجى من جميع المغاربة إضافة كلمة "آل" إلى أسمائهم العائلية، وقال آخر: وأخيرا سيفوز المغرب بكأس الخليج...
شخصيا، أرحب بتعاون البلدان العربية والإسلامية، ومساعدة الغنية منها للفقيرة... لكن ألا يتم ذلك على حساب هيبة الشعوب وقيمتها وكرامتها ودون أن تلغى هويتها.

ثم إنني أتساءل: لماذا جاء هذا الطلب في هذه الظرفية بالذات؟ هل لأن شمال إفريقيا يعرف حركية كبيرة وتغيرات سياسية توحي بتوحد بلدان المغرب العربي من جديد وإمكانية تشكل قوة ضاربة؟؟ أم أن الأمر مجرد مصادفة ولا يربط بين الوضعين أي رابط؟؟

مجرد تفكير بصوت عال شاركتكم إياه. فلا يعتبرني البعض عدو النهضة والتقدم للبلد، صاحب النظارات السوداء الذي لا يرى إلا الجانب المظلم في الأمور.

عدد التعليقات: 0

إرسال تعليق