القطب المتجمد المغربي
مع الربيع العربي المتزامن وخريف الأنظمة الديكتاتورية، يحاول البعض جاهدين تسريع دوران الكرة الأرضية حتى يصل إلى المغرب هذا الفصل الذي يحبه الجميع، لكنهم نسوا أن المغرب استثناء.
أجل استثناء.. كيف لا وهذا البلد مثله مثل القطب المتجمد؟! الربيع والصيف والخريف والشتاء.. كلها أسماء ترتبط فيه فقط بالتقويم، بينما الحال على طول السنة جليد في جليد..
جليد تجمدت بسببه قلوب المسؤولين وتحجرت به عقولهم، فلا تكاد تعثر على نصف واحد نزيه يدرك أن هناك بشرا (أو على الأقل مخلوقات تشبه البشر) يفترض أن يهتم لأمرهم.
جليد تكدس في أدمغة كثير من الأمازيغ الذين يخدمون (بوعي أو بغير وعي) مشروع المستعمر، وحولوا نضالهم الشريف من أجل حقهم في الاعتراف بلهجتهم إلى محاربة العربية التي تدعمهم.
جليد تراكم أمام أعين كثير من الإسلاميين الذين صاروا لا يرون إلا الشر في مخالفهم الرأي واعتقدوا أنهم الفئة الناجية، وتقوقعوا على أنفسهم بدل أن يبينوا للعالم أجمع أن هذا المنهاج هو التفتح بعينه وهو الخير كله.
جليد انزلق بسببه كثير من الشباب والشياب ليقعوا في براثن وهم العلمانية التي تعتبر العري حرية والحجاب تزمتا والتعدد جاهلية واللواط حقا.
جليد عطل كل كاميرات الإعلام الراقي وترك المتعفنة منها تصور (أو بالأحرى تستورد) من هنا وهناك مقاطع أقل ما يقال عنها مقززة.
جليد عوض المداد الحر لينسكب ماء باردا على الورقات فيفتتها كما تفعل رطوبة الزنازن بالضبط في عظام من خطوا كلمات صادقة هددت بقاء الأخطبوطات.
وجليد.. وجليد.. وجليد..
هذا هو المعنى الحقيقي للاستثناء.. قطب حتى وإن جاءه الربيع لن تتفتح فيه أزهار الياسمين..
دستور مكرر كتبه مظليون نزلوا على المغاربة من السماء، وانتخابات تشبه مسرحية صينية بجمهور هندي، وأشباه مناضلين يريد كل منهم خدمة أجنداته، وأغبياء يرون أنه من وراء كل صرخة شعبية أياد أجنبية خفية ومؤامرة، وشباب جعلوا من أنفسهم حماة لأشخاص حصروا فيهم كل معاني الوطن وصار من يناقش أفعالهم عدوا للبلد وموقظا للفتنة.
حقا إنه الاستثناء.. لسنا تونس، لسنا ليبيا، لسنا مصر.. إننا القطب المتجمد المغربي.. لا نريد ربيعا ولا صيفا.. نريد شمسا تدنو من الرؤوس، لتذيب ذلك الجليد المتراكم لسنوات.. نريد أن تشرق أنوار الوحدة أولا بين أبناء الشعب الواحد..بعدها فقط سيحق لنا أن نتحدث عن الفصول.
حقا إنه الاستثناء.. لسنا تونس، لسنا ليبيا، لسنا مصر.. إننا القطب المتجمد المغربي.. لا نريد ربيعا ولا صيفا.. نريد شمسا تدنو من الرؤوس، لتذيب ذلك الجليد المتراكم لسنوات.. نريد أن تشرق أنوار الوحدة أولا بين أبناء الشعب الواحد..بعدها فقط سيحق لنا أن نتحدث عن الفصول.
الله يلطف وخلاص
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
عدد التعليقات: 4
جمييل جدا مع ملاحظة صغييرة
حبيبي اذا انتظرنا حتى تدنو الشمس من الرؤوس فحينها سنكون في يوم القيامة و لن ينفعنا شيئ أنذاك
:)
بامكاننا ان نكسر الجليد بأنفسنا
فقط اذا أردنا
غير أني أعتقد
أننا قد ألفنا جليدنا
merci beaucoup pour cette blog.. j'aime.. from italy zouhair
سير الله يرضي عليك أخاي خالد...
وتقبل الله منا منكم صالح الأعمال..
كنت هنا..
إرسال تعليق